بحث حول أنواع الأقاليم الجغرافية والاستراتيجية واقسامها الجغرافيا الإقليمية Regional Geography
بحث حول أنواع الأقاليم الجغرافية والاستراتيجية واقسامها الجغرافيا الإقليمية Regional Geography ؟
بحث حول أنواع الأقاليم الجغرافية والاستراتيجية واقسامها
الإجابة هي
أنواع الأقاليم الجغرافية :
تقسم الأقاليم إلى أربعة أنواع :
1 الأقاليم النسقية Uniform :
وتعرف بأسماء أخرى كالمنهجية والمتجانسة وتقسم إلى قسمين :
- خصائص بشرية عامة :- مثل وجود أناس يشتركون في اللغة، القومية، الهوية السياسية أو الحضارة.
- خصائص طبيعية عامة :- مثل وجود نوع معين من المناخ، المظهر الأرضي أو النبات.
والأقاليم النسقية يعتمد في تقسيمها على ظاهرة واحدة أو عنصر واحد مثل الأقاليم المناخية (الأقاليم التي يسودها مناخ البحر المتوسط).
2 الأقاليم الوظيفية (الخاص)Functional Region :
وهي تلك المنطقة المخدومة بمدينة كبيرة حيث تمتد فوقها مجالات ووظائف المدينة في توزيع مساحي يمكن تحديده مثل منطقة مجال الوظيفة الصحية للمدينة، ومنطقة الوظيفة التعليمية أو الثقافية، ومنطقة الوظيفة التجارية،والوظيفة الترفيهية، فالمدينة هنا بمثابة مركز إشعاع، أو مركز خدمات للمنطقة الممتدة حوله، كما إن هذه المنطقة نفسها تقوم كذلك بخدمة المدينة، إذ تمدها بالخضر ومنتجات الألبان والفاكهة واللحوم واليد العاملة اللازمة للمدينة. إذن فهو إقليم تأثير وتأثر.
3 الأقاليم العامة (الكبرى)Macro region :
ويمتد هذا النوع من الإقليم فوق مساحة شاسعة تصل إلى آلاف الأميال المربعة، وهي في الحقيقة عبارة عن أقاليم عامة، ينطبق عليها مفهوم الأقاليم الكبرى، الذي نستخدمه عند معالجة مسائل عالمية كبرى، مثل إقليم الشرق الأوسط، والإقليم الأوربي، وإقليم جنوب شرق آسيا… الخ.
4 الإقليم المدركPerception of the region :
يبنى الإقليم المدرك حول المناطق التي يحددها الناس المشتركون برؤى ذاتية عن هذه المناطق، وهذه الرؤى الذاتية تعكس عناصر الخرائط الذهنية لهؤلاء الناس، فهي تساعد في فرض إحساس شخصي لتنظيم المكان من حولهم، والأقاليم الادراكية تتباين عبر الزمن مكانياً وفي الخصائص. وما يميز الإقليم المدرك الحضارة والخبرة لسكان هذا الإقليم الذي يعبر عن تفسير الأشخاص لموقعه ومداه وخصائصه، متأثرين بشكل واضح بثقافتهم خبراتهم، فالأفراد لديهم قصص حياة وخبرة فردية تنعكس من خلال الخارطة الذهنية الفردية عن هذا المكان التي تتبدل من يوم إلى آخر ومن خبرة إلى أخرى، ويعد الإقليم المدرك من الأقاليم المتغيرة والديناميكية بسبب التغير في الخبرة و الثقافية الاجتماعية للأفراد فضلاً عن أن هذه التغيرات في الإدراك للأقاليم يمكن أن تعطينا مفهوماً لطريقة سلوك الأفراد ومدى فهمهم لبيئتهم ومن ثم إمكانية استغلالهم واستثمارهم لهذه الأماكن.
الجغرافيا الإقليمية Regional Geography
هدف الجغرافيا الإقليمية إلى تحديد شخصية الإقليم، وإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثل العالم العربي، أو العالم الإسلامي، أو إقليم البحر المتوسط، وهي في ذلك تؤكد مبدأ الارتباط Correlation، الذي يثمر في فهم العلاقات التأثيرية والتأثرية Cause Effect Relationships، بين الإنسان وبيئته، بمعنى أن الجغرافيا الإقليمية تشتمل على دراسة كل الظاهرات الجغرافية الطبيعية والبشرية في إطار مساحة معينة من سطح الأرض، أو وحدة مكانية واحدة وهي الإقليم Region، الذي يمثل جزءاً من سطح الأرض، له مميزاته وخصائصه، التي يكتسبها من عدة عوامل جغرافية، تعمل مجتمعة على تكوين الشخصية الإقليمية للمكان، فتجعله يختلف عن سائر الأمكنة.
وتعد الأقاليم الجغرافية نتاجاً للعلاقة المتبادلة بين الإنسان وبيئته، سواء كانت أقاليم كبرى Macro Regions ، أو أقاليم صغرى للغاية Micro Regions. وكلما كان الإقليم صغيراً كلما كان محدداً بدقة، بينما إذ تضخم الإقليم كان التعميم هو السمة الغالبة في تحليل الظاهرات المختلفة.
ويمكن تقسيم الأقاليم إلى نوعين رئيسين هما:
1. الإقليم المتجانس Homogeneous Region
ويُعرف بالإقليم المنتظم المنسق Uniform، وينتمي هذا الإقليم إلى الفروع الأصولية، التي تتناول بالدراسة تحليل وتوزيع الظاهرات الطبيعية أو البشرية فوق مساحة محددة من سطح الأرض، ومن أمثلته الأقاليم التضاريسية، أو النباتية، أو غير ذلك من الأقاليم التي تتجانس فيها الظاهرات الجغرافية، ولا ريب في أن تقسيم العالم إلى أقاليم متجانسة وسيلة لتسهيل دراسة العالم دراسة إقليمية، تأخذ في الاعتبار كل العناصر داخل الأقاليم المكونة لشخصيته، حيث يصبح من الممكن دراسة العالم دراسة إقليمية على أساس نوع من أنواع الأقاليم المتجانسة.
2. الإقليم الوظيفي Functional Region
يتميز هذا النوع من الأقاليم بمجموعة خاصة من الظاهرات لا يشاركه فيها إقليم آخر. ومن أمثلة الإقليم الخاص: إقليم دلتا النيل في مصر، أو إقليم السهول الأطلسية في المغرب، أو إقليم أرض الجزيرة في السودان. ومن أبرز الأقاليم الوظيفية في الوقت الحاضر الأقاليم الحضارية أو أقاليم المدن.
3. الدراسة الإقليمية
تعني الدراسة الإقليمية إمكانية تقسيم حقل الجغرافيا إلى أجزاء منفصلة اسمياً لكنها متصلة جوهرياً. وتختص الجغرافيا الإقليمية بدراسة أي إقليم على أنه وحدة جغرافية، بهدف إبراز شخصيته الجغرافية وتحديد السمات المميزة له. ولتحقيق ذلك تتم دراسة أي إقليم من خلال إطاره الطبيعي الممثل في الموقع، والتركيب الجيولوجي، وأشكال السطح، وعناصر المناخ، إضافة إلى الجانب البشري من حيث تأثيره في بيئته وتأثره بها.
والدراسة التالية توضح العوامل الطبيعية والبشرية، التي تتناولها الجغرافية الإقليمية عند دراسة أي إقليم.
أ. العوامل الطبيعية
وتشتمل دراسة العوامل الطبيعية للإقليم على العناصر التالية:
1- الموقع Location
من الأسس الطبيعية الرئيسية التي يهتم بها الجغرافي، وعادة ما يبدأ في دراسته لأي إقليم. وتتعدد أنماط المواقع الجغرافية ومن أهمها الموقع الفلكي Situation، ويحدد هذا النمط من المواقع الخصائص المناخية السائدة في الإقليم، ويُعد الموقع الجغرافي من أهم أنماط المواقع، وترجع أهميته إلى أنه يؤثر بصورة مباشرة في المظاهر البشرية والحضارية، وبخاصة فيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي للسكان، وكثافتهم، وتركيبهم، وتحركاتهم، ومستواهم، ونشاطهم الاقتصادي، ولتأكيد ذلك كان الموقع الجزري للجزر البريطانية دور كبير في تطور سكان هذه الجزر واختلافهم حضارياً بشكل واضح عن سكان جمهوريات آسيا الوسطى رغم وقوع النطاقين على نفس دوائر العرض تقريباً.
وتتباين طبيعة الموقع الجغرافي حتى في الدولة الواحدة، ففي المملكة العربية السعودية تختلف النطاقات المطلة على الخليج العربي في الشرق، حيث تتركز حقول النفط، عن الأجزاء الداخلية من البلاد، وخاصة في نطاق هضبة نجد. وفي جمهورية مصر العربية تختلف كذلك الأقاليم الواقعة في وادي النيل اختلافاً واضحاً، في كافة المظاهر الطبيعية والبشرية، عن الأقاليم البعيدة عن الوادي.
والموقع الجغرافي عنصر غير ثابت، حيث تتغير أهميته من فترة لأخرى نتيجة لعدة عوامل، أهمها تطور وسائل النقل المختلفة وبخاصة النقل البحري، الذي أعطى أهمية كبيرة لموقع المحيط الأطلسي وجنوب القارة الأفريقية، كذلك أكسب شق قناة السويس البحرين المتوسط والأحمر أهمية كبيرة، كما أعطى للعديد من الموانئ أهمية كبيرة، لموانئ بورسعيد، والسويس، وجدة، وعدن، ومالطة، وتغيرت كذلك أهمية موقع السواحل الغربية للأمريكتين بعد شق قناة بنما.
الجغرافيا الإقليمية Regional Geography
أمّا بالنسبة للموقع الإستراتيجي فهو ينقسم إلى قسمين:
موقع الدولة أو الإقليم وسط منطقة التوتر الدولي، مثل العالم العربي، وأوروبا، وجنوب شرق آسيا، حيث يقوم الصراع بين الدول الكبرى على السيطرة عليها لما تتمتع به من موارد طبيعية ومصادر ثروة ضخمة من جهة، ولأهميتها في سهولة الخروج إلى البحار الدولية والمحيطات من جهة أخرى. ونتيجة لهذا، تعرضت هذه الأقاليم لحروب عدة، فقد شهدت أوروبا العديد من الحروب، أهمها الحربان العالميتان الأولى والثانية، ومر العالم العربي بحروب عديدة، وكذلك جنوب شرق آسيا، التي مرت بسلسلة من الحروب، استمرت ما يقرب من ثلاثين عاماً.
وتمثله المضايق البحرية، التي تصل بين مسطحين مائيين، مثل مضيق جبل طارق، وباب المندب، والبسفور، والدردنيل، وقناة السويس، وقناة بنما، ونظراً لأهميتها الإستراتيجية، أصبحت محط اهتمام الدول الكبرى، وبالتالي أصبحت الدول، التي تقع فيها هذه المضايق عرضة للغزو الاستعماري والاحتلال الطويل، مثل مضيق جبل طارق وقناة بنما.
وكان للموقع الجغرافي دور مباشر في تمتع العالم العربي بتكامل بيئي، أسهم في تحديد ملامح شخصيته الجغرافية، وفي تفاعله مع الأحداث والقوى العالمية طوال التاريخ.
موقع العالم العربي الجغرافي وأهميته
تمثل دائرة العرض 30 َ 37ه شمالاً أقصى امتداد للعالم العربي شمالاً (خط الحدود الشمالي لسورية مع تركيا)، وتمثل دائرة العرض 2ه جنوباً أقصى امتداد للأراضي العربية ناحية الجنوب (خط الحدود الجنوبي للصومال مع كينيا)، ومعنى ذلك، أن العالم العربي يمتد من الشمال إلى الجنوب في حوالي 30َ 39ه دائرة عرضية، أي يمتد لمسافة تزيد على 4500 كيلومترٍ، كما تمتد الأراضي العربية بين خطي طول 15ه غرباً (عند رأس نواذيبو في موريتانيا) و60ه شرقاً (عند رأس الحد في سلطنة عُمان)، أي أن الأراضي العربية تمتد في حوالي 75ه خط طول، مما يمثل مسافة تقدر بنحو 7500 كيلومتر، كما يوضح .
وتبلغ مساحة العالم العربي حوالي 13943488 كيلومتر مربع، موزعة بين قارتي أفريقيا (10148000 كيلومتر مربع بما يعادل 72.06 % من جملة مساحة العالم العربي)، وآسيا (3895488 كيلومتر مربع تمثل 27.94 % من جملة مساحة الأراضي العربية).